تناولنا في حلقة سابقة قائمة من المؤشرات الدالة على احتمال زوال المشاريع التجارية، وقلنا إنها نتيجة تكاد تكون حتمية لطريقة تفكير عقيمة وأفكار مميتة، كما يصطلح عليها المفكر الكبير مالك بن نبي. إن الوعي بهذه الأفكار والانتباه إلى الممارسات التي قد تنجم عنها ربما يساعد في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الشركات، ويسمح بتلافي الظروف التي تؤدي إلى تعثر وزوال المشاريع الجديدة.
الأفكار القاتلة للمشاريع
- تفضيل الاستثمار الفردي على الشراكة
- الفكرة: الاستثمار منفردًا أريح وأفضل لأن الشراكة “هلكة ولو في طريق مكة”.
- الأثر: يفوت فرص التعاون والاستفادة من خبرات الشركاء وتوزيع المخاطر.
- تجنب الابتكار وتقليد المنافسين
- الفكرة: الابتكار مجازفة؛ تقليد المنافسين الناجحين أسلم وأضمن.
- الأثر: يحد من التطور والإبداع ويجعل الشركة دائمًا في موقع التابع.
- إهمال تدريب وتأهيل العاملين
- الفكرة: التدريب وتأهيل العاملين مضيعة للمال والوقت.
- الأثر: يؤدي إلى ضعف الكفاءات وقلة الإنتاجية وعدم القدرة على المنافسة.
- تأجيل تحديث نظام المعلومات
- الفكرة: يمكن تأجيل تحديث نظام المعلومات إلى أجل غير مسمى.
- الأثر: يعرض الشركة للتأخر التكنولوجي ويؤثر سلبًا على الكفاءة والفعالية.
- الانتظار حتى نهاية السنة للجرد المالي
- الفكرة: يمكن انتظار آخر السنة للقيام بجرد الأصول وحساب النتائج.
- الأثر: يفقد الشركة القدرة على اتخاذ قرارات مالية صحيحة في الوقت المناسب.
- التركيز على السيولة ودوران النشاط فقط
- الفكرة: السيولة أهم من الربحية، ودوران النشاط أهم من المردودية.
- الأثر: قد يؤدي إلى تجاهل الربحية الحقيقية والاستدامة المالية على المدى الطويل.
- الاهتمام بالسعر المنخفض فقط
- الفكرة: ما يبحث عنه الزبائن هو السعر المنخفض فقط، وأهم ما يحفز العامل هو الأجرة فقط.
- الأثر: يتجاهل قيمة الجودة وخدمة العملاء وتحفيز الموظفين بطرق أخرى.
- استخدام حرب الأسعار لجذب الزبائن
- الفكرة: أفضل طريقة لجذب الزبائن هي تخفيض الأسعار وحتى شن حرب الأسعار.
- الأثر: يضر بالربحية وقد يؤدي إلى سباق نحو القاع يؤثر سلبًا على الجميع.
- تجنب الإنفاق على الإشهار والتسويق
- الفكرة: الإنفاق على الإشهار غير مضمون النتائج؛ الأفضل هو منح التخفيضات وتقديم التسهيلات.
- الأثر: يقلل من وعي العلامة التجارية ويحد من الوصول إلى عملاء جدد.
- الشك في ولاء الزبائن والعاملين
- الفكرة: وفاء الزبائن أو ولاء العاملين وهم لا وجود له في الواقع.
- الأثر: يعيق بناء علاقات طويلة الأمد ويزيد من معدل دوران الموظفين وفقدان الزبائن.
- عدم جدوى الاستراتيجية في سوق متقلب
- الفكرة: لا جدوى من الاستراتيجية في سوق متذبذب ومتقلب.
- الأثر: يؤدي إلى غياب الرؤية والتخطيط، مما يضعف القدرة على التكيف مع التغيرات.
- رؤية السوق كمعركة وعداء
- الفكرة: الزبون خصم، والمنافس عدو، والأسعار حرب، والسوق غابة؛ الاحتكار شطارة، والنزاهة سذاجة، والرشوة ضرورة، والتماطل في تسديد الديون سياسة، والتوسع في المظاهر وجاهة.
- الأثر: يخلق بيئة عمل غير صحية ويضر بسمعة الشركة وعلاقاتها.
الخاتمة
هذه عينة من الأفكار الشائعة التي لا تشجع على نمو المؤسسات الاقتصادية. الوعي بمخاطر هذه الأفكار القاتلة والسعي لاستبدالها بمفاهيم إيجابية وبناءة هو خطوة أساسية نحو نجاح واستدامة المشاريع. التركيز على الابتكار، الاستثمار في الكفاءات، تبني الاستراتيجيات الفعالة، وبناء علاقات قائمة على الثقة مع العملاء والموظفين، كلها عوامل تسهم في تحقيق النمو والازدهار. مؤسسات اقتصادية شامخة و مستمرة في الزمن بل تفسح المجال لكائنات تجارية قد تختفي مع اول موجة ركود شديدة أو منافسة عالمية قوية .
في الحلقة المقبلة سوف نتطرق إلى النتائج المباشرة لمثل هذه الأفكار الشائعة .
إلى ذلكم الحين دمتم بخير
