المنافسة: محرك الابتكار والتطور في عالم الأعمال – Profit Zone

مقالات أكاديمية

المنافسة: محرك الابتكار والتطور في عالم الأعمال

Picture of الأستاذ الخبير عمر بكلي

الأستاذ الخبير عمر بكلي

كما أن الماء والهواء من أساسيات الحياة، وكما أن الذكر والأنثى من مقومات العمران البشري، فإن المنافسة جزء لا يتجزأ من العمل التجاري. لا يمكن تصور سوق حقيقية بدون وجود أشكال مختلفة من التنافس.


أهمية المنافسة في السوق

التفرد في السوق ليس وضعًا طبيعيًا؛ فهو يؤدي إلى الاحتكار، والاحتكار يؤدي إلى موت الأعمال والمبادرات وضياع القدرات والموارد. لذلك، تعتبر المنافسة عنصرًا حيويًا لاستدامة وتطوير الأسواق.


أنواع المنافسة

المنافسة من حيث طبيعتها تنقسم إلى نوعين:

  1. منافسة شريفة ومحترمة
    • الإبداع والتميز: يسعى كل طرف إلى ابتكار منتجات جديدة وتقديم خدمات متميزة.
    • تحسين الأسعار: يتسابق المنافسون لتقديم أفضل الأسعار للعملاء.
    • التركيز على نقاط القوة: تُركز الحملات الإعلانية على إبراز المزايا دون التعرض بالسلب للمنافسين.
    • البقاء للأفضل: يُكافأ الأفضل في هذه المنافسة بالنمو والنجاح.
  2. منافسة رديئة وغير أخلاقية
    • التقليد دون إبداع: تعتمد على نسخ المنتجات دون تقديم أي قيمة مضافة.
    • الغش في الجودة: تقديم منتجات ذات جودة منخفضة.
    • البيع دون سعر التكلفة: لتحقيق مكاسب سريعة على حساب الاستدامة.
    • تشويه سمعة المنافسين: استخدام الكذب والإشاعات لتحطيم الآخرين.
    • البقاء للأسوأ: تستمر هذه الشركات على حساب الجودة والمصداقية.

أثر المنافسة على السوق

  • المنافسة الشريفة: ضرورية لاستمرار السوق، فهي تحفز على تطوير الأداء والابتكار. غيابها خطر على المؤسسات؛ إذ يؤدي إلى الروتين والجمود، ومن ثم الزوال.
    • العلاج: الابتكار والتطوير المستمر.
  • المنافسة الرديئة: تشوش التركيز، تضيع الوقت، تبدد الموارد، وتدفع بالسوق إلى الأسفل.
    • العلاج: الحزم والردع القانوني دون تردد، أو التجاهل التام دون اكتراث.

مستويات المنافسة الشريفة

هناك ثلاثة مستويات للمنافسة الشريفة:

  1. المنافسة في الأسعار والحملات الترويجية
    • أمثلة: ما يحدث بين شركات الاتصالات الهاتفية أو شركات المشروبات الغازية.
  2. المنافسة في الابتكار وخدمة العملاء
    • أمثلة: المنافسة بين مصممي البرامج مثل SAP وOracle، أو بين شركات السيارات مثل BMW وMercedes وAudi.
    • التركيز على: ابتكار منتجات جديدة، تطوير خدمة العملاء، اجتذاب أفضل الكفاءات، والاستثمار في العلامة التجارية والمسؤولية الاجتماعية.
  3. المنافسة من خارج القطاع
    • تغيير قواعد اللعبة: تأتي غالبًا من خارج القطاع، وتقلب الموازين في السوق باستخدام التكنولوجيا أو التحول الرقمي.
    • أمثلة:
      • Tesla: من خلال السيارات الكهربائية.
      • Amazon: مع شركات توزيع الكتب مثل Barnes & Noble.
      • Uber: مع شركات النقل التقليدية.
      • Airbnb: مع شركات الفنادق والمنتجعات.

الخاتمة

القوي لا يخاف من المنافسة، بل يعشق التحدي لأنه واثق من قدراته. والغني لا يخشى المزاحمة، بل يرحب بالتنوع لأنه يؤمن بقانون الوفرة ولا يعيش في هاجس الندرة.


زبدة القول

لا تخشى كثيرًا من المنافسين الخارجيين، بل اهتم بتصحيح أخطائك الإدارية، وعلاج صراعاتك الداخلية، ورفع مستوى مواردك البشرية، وضبط وضعيتك المحاسبية والمالية (يوميًا وشهريًا وليس سنويًا). وانتبه جيدًا لمستوى خدمتك للعملاء. فكثير من الشركات لم تفشل بسبب المنافسة، بل توقفت بسبب الرداءة.

نواصل معنا