البقاء للأصلح و للأسرع – Profit Zone

مقالات أكاديمية

البقاء للأصلح و للأسرع

Picture of الأستاذ الخبير عمر بكلي

الأستاذ الخبير عمر بكلي

نعيش اليوم في اقتصاد يتسم بالتقلب السريع والمستمر والعميق.

ضرورة التأقلم السريع

لا بد لنا من جعل وتيرة التأقلم مساوية أو أسرع من وتيرة التغييرات التي تحدث. كلما كنا سابقين للتغيير، كنا من المستفيدين، وكلما ترددنا وانتظرنا، أصبحنا من المتضررين.

الفرق بين السرعة والتسرع

السرعة التي نقصدها هنا هي المبادرة والاستباق وعدم الانتظار أو الاكتفاء بردود الأفعال. للتوضيح، السرعة تختلف عن التسرع؛ فهي تمثل الوسط بين التعجل والتردد. السرعة هي الخفة في اتخاذ القرارات، حتى لو كانت جذرية مثل تحويل النشاط. أما التسرع فهو التعجل وحرق المراحل دون التثبت قبل اتخاذ القرار.

معايير التمييز بين السرعة والتسرع

المعيار الحاسم للتمييز بين السرعة والتسرع هو أن السرعة تقوم على التفكير والتقدير ثم التنفيذ وفق منطق واضح وبناءً على معطيات ورؤية مستقبلية واضحة وتفكير نقدي صارم، وفي أقصر مدة زمنية ممكنة. أما التسرع فهو التحرك بدافع الارتباك والذعر أو بدافع الطمع والحيلة، والتصرف دون حساب العواقب ودون أخذ أهم المعطيات بعين الاعتبار، والتحرك في اتجاهات متضاربة لغياب رؤية واضحة.

أسباب التردد والتعجل

سبب تردد المترددين هو الخوف من الفشل والرغبة في البقاء في منطقة الأمان، في حين أن تكلفة الانتظار قد تكون أفدح من مخاطر الإقدام. وسبب تعجل المتعجلين هو الارتباك والذعر والرغبة في تفادي الخسارة بأقرب وقت، أو الحيلة والطمع وعدم طلب الاستشارة، بينما قد تكون تكلفة التعجل أفدح بكثير من تكلفة الدراسة أو الاستشارة.

زبدة القول

لا يمكن لأي شركة أن تستمر في اقتصاد ما بعد كورونا إلا بشروط، من أهمها:

  • وجود رؤية واضحة.
  • استخدام البيانات واتباع المؤشرات.
  • التفكير النقدي.
  • الإبداع والابتكار.
  • الحسم والإقدام وعدم التردد أو الانتظار.

الخلاصة

هذا يتطلب علماً ومهارات وخبرات تمنحك الثقة بالنفس وتساعدك على المبادرة والإقدام. كما تحتاج إلى تفكير إيجابي وحسن الظن بالله الذي يمنحك القوة والعزم والتوكل. “فإذا عزمت فتوكل على الله، إن الله يحب المتوكلين”.

نواصل معنا